ألمانيا و الخطر القادم من الشرق طباعة
الكاتب: Dr. Taha-Pascha   
الأربعاء, 18 حزيران/يونيو 2014 13:16
There are no translations available.

الى السيد وزير الداخلية الالماني : ما هكذا تورد الابل يا سيد دي مايزيريه

ألمانيا وعلى لسان وزير داخليتها تحذر مجددا من خطر الجهاديين العائدين من سورية . انه ليس مجرد تصريح عادي بقدر ما هو تحذير من خطورة المقاتلين و الذين يدعونهم الجهاديين العائدين او الذين سيعودون يوما ما الى المانيا ! و لكن هذا التحذير جاء ايضا على لسان رئيس جهاز الاستخبارات الالماني السيد هانز جورج ماسن و الذي وصف الارهابيين الاسلاميين بالخطر الاكبر على المانيا في الوقت الحاضر , و لكن السؤال يطرح نفسه و بالحاح , اين كانت تلك الاجهزة كلها حينما كانت تلك الجماعات تصول و تجول و تتحرك بحرية تامة , متنقلة من معسكر الى آخر و من حدود دول الى تلك المناطق الساخنة وهم يتحدثون عن ارقام بالمئات لا بل بالالاف ؟ أم ان الموضوع كان مدروسا منذ البداية , الا و هو التخلص من تلك الجماعات عبر ارسالها الى تلك الدول , فان انتصرت فلها الاولوية على اعتبار انها وقفت معها و سهّلت حركتها و دعمتها بشتى الوسائل و ان خسرت تلك الجماعات الرهان و خسرت المعركة و تم تصفيت جميع افرادها و في هذا خير أكبر , فبهذا تكون قد تخلصت من تلك الجماعات و خارج اراضيها و باقل الخسائر و لكن يبدو ان حسابات الاستخبارات الغربية و سياسيوها لم تكن بتلك الدقة و أو أنها فشلت بفهم ايديولوجية تلك الجماعات و طريقة تفكيرها و التي تعتبر كل من يخالفها الراي و ان كان مسلما فهو عدو , و هذا ما اوقع الغرب في ارتباك واضح من خلال الاجراءات المتأخرة و التصريحات المرتبكة التي نسمعها في الوقت الراهن و كأن خطر تلك الجماعات لم يكن مكشوفا لولا دخولها العراق و هروب عناصر جيشها و استخباراتها و قادة الويتها بعد ان تركوا كل ما تبحث عنه تلك الجماعات من اسلحة ثقيلة و عتاد نوعي , قد يغير قواعد اللعبة على الارض السورية أيضا , حتى انني أشعر بأن تلك الخيانة في الجيش العراقي لم تستهدف سوى سورية بشعبها و جيشها و كأن امرا قد صدر و لا زلنا تبحث عن اي قيادة صدر ذاك الامر

و لكن الوزير الالماني يحذر ايضا من الجماعات الالمانية المتطرفة , و تزايد اعدادها و ردود افعالها تجاه المسلمين عموما و التي زادت  بشكل مريب , كما ان الاعتداءات على الاجانب قد ازدادت في الاونة الاخيرة و خاصة على مراكز ايواء اللاجئين . أعترف بأن  موجة من الاحباط قد غمرتني بعد ان سمعت كلمات السيد وزير الداخلية الالماني و هو يضعنا كأجانب بين خطرين , احلاهما مميت , فاما ان تموت على يدي المتطرفين الالمان و الذين ينظرون الى كل اجنبي عنصر من عناصر القاعدة و ان لم يكن مسلما او على يد المتطرفين المسلمين و الذين يعدوننا بالأصل مرتدين و كفرة  , و أنا بدوري اوجه كلمتي الى جناب الوزير و اقول له : هل تريد يا سيدي الوزير ان نتصرف بغريزة القطيع و نقف كمسلمين مع من يدّعون بأنهم يحملون لواء الاسلام لنحمي انفسنا من المتطرفين اليمينيين ؟ ما هكذا تورد الابل يا سيد توماس دي مايزيريه

تاريخ آخر تحديث: الأربعاء, 18 حزيران/يونيو 2014 14:44