الواقع التعليمي في ظل الازمة السورية Drucken
Samstag, den 22. Februar 2014 um 23:39 Uhr

بقلم الزميلة نادين عودة / حمص

ان ماتعرضت له سورية، لم يتعرض له أي بلد في العالم من حيث التجييش والتكالب المسعور والرخيص. و تشهد سورية منذ شهر آذار 2011 واحداً من أخطر التحديات في تاريخها الحديث ، يتمثل هذا التحدي بأزمة اجتماعية سياسية عميقة، ناتجة عن سلمية الثورة التي كانوا يدّعونها ؟ فأين هذه السلمية ؟ و أي سلمية تلك والقتلة يمارسون التخريب والتفجير والاعتداء على ممتلكات الشعب و الدولة ؟ أما الأطفال جيل المستقبل ؟ يعتبر النزاع المسلح أحد الأبعاد المأساوية لهذه الأزمة، فالمناطق الواقعة في قلب النزاع تعاني كل يوم من خسائر في الأرواح وسبل العيش والبنية التحتية والمسكن . وللأزمة آثار اجتماعية ومنها انتكاسات في التعليم ، فإن الأزمة أثرت بشكل مباشر على التعليم خصوصاً تعليم الأطفال والشباب حيث خسرالكثير من الطلاب والمعلمين حياتهم، هذا وقد تضررت بشــكل جزئي أو كلـي مايقارب 2362 مـدرسـة بسبب النزاع المسـلح وبكلفـة تقـارب 5,7 مليار ليرة سورية. تقع الغالبية العظمى من هذه المدارس المدمرة في مناطق النزاع خاصة في درعا وادلب وديرالزور وحمص وحلب وريف دمشق ، كما طالت الاضرار مستودعات الكتب وحافلات المدارس وتشير وزارة التربية والتعليم العالي الى استخدام 1956 مدرسة كملجأ للأسر النازحة و يقدر أن 22.8% من الطلاب لم يلتحقوا بمدارسهم في العام 2012. يقود هذا التعطل في العملية التعليمية الى نتائج كارثية على رأس المال البشري وبالتالي على العملية التنموية برمتها على المدى القصير والمتوسط والبعيد. وقد أدى التدهور الأمني الى تأرجح معدل حضور الطلاب للمدارس بحسب المحافظات وحتى ضمن المحافظة الواحدة. وبسبب المخاطر الأمنية هناك الكثير من العائلات التي لا تتجرأ ان ترسل أطفالها الى المدارس

خوفا على ارواحهم و هذا يعني و بشكل عام وكنتيجة للأزمة القائمة  فان سورية فقدت  جزءاً مهماً من البنية التحتية ورأس المال البشري ( مدرسين ومشرفين) . ناهيك عن محاولات العصابات المسلحة لضرب التكوين الاجتماعي، واستنزاف الاقتصاد الوطني، وتدمير البنى التحتية، واغتيال العقول والكفاءات العلمية والتعليمية، كما ان أغتيال أساتذة الجامعات و بشكل منظم واستهداف شخصيات الإعلام الوطني وما اغتيال الدكتور نزيه الجندي عميد كلية التربية في الحسكة و تفحيري كلية العمارة في كل من حلب و دمشق ، وتفجير مجموعة إرهابية عبوة ناسفة في سيارة الدكتورة سهام دنون نائب عميد كلية الآداب للشؤون العلمية في جامعة دمشق، وإسقاط مروحية فوق مدينة /نبل/ كانت تنقل أطراً من الوزارة وأوراق امتحانات شهادة التعليم الأساسي لتلاميذ مدينتي/ نبل والزهراء/ الواقعتين شمالي مدينة حلب، الذين لم يتمكنوا من أداء امتحاناتهم في المواعيد المقررة مما أدى إلى استشهاد سبعة من موظفي الوزارة ذووي الكفاءات العالية فضلاً عن طاقم المروحية، وبحسب تقرير مركز الأبحاث والدراسات، قامت به وزارة التربية من جهود كبيرة ومنذ بداية الأزمة حيث تم استقبال العديد من الأسر التي تركت منازلها نتيجة أعمال العنف، وإتباع الدوام النصفي في مدارسها تعويضاً عن المدارس التي تحولت إلى مدارس إيواء أو المدارس المتضررة التي خرجت عن العمل التربوي ، وفي ظل وجود ( 2994 ) مدرسة طالها التدمير الكلي او الجزئي , تم صيانة 442 مدرسة منها وبقيت حوالي (2552 ) مدرسة لم تتمكن الوزارة من صيانتها حتى الآن بسبب الظروف الأمنية، مبيناً أن الإرهاب ألحق أضراراً بشرية تمثلت باغتيال وخطف العديد من الأطر الإدارية والتعليمية حيث استشهد /227/ عاملاً منهم، فضلا عن استشهاد /101/ تلميذاً وتلميذة, ورغم ذلك استطاعت الوزارة تخطي هذه الأزمة بحرفية عالية، وتأمين التحاق الطلبة بالامتحانات على الرغم من الظروف التي تعاني منها المناطق الساخنة التي يتقدمون لامتحاناتهم فيها، منوهاً إلى المرسوم الجمهوري الذي أصدره سيادة رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد حول إعادة امتحان شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية للتلاميذ الذين لم يتسن لهم تقديم امتحان هذه الامتحانات بسبب الظروف الراهنة، مؤكداً أن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد زادت من صلابة السوريين وعزيمتهم قائداً وحكومةً وشعباً، وأكدت تمسكهم بمبادئهم وحقوقهم الوطنية المشروعة في دعمهم للمقاومة الوطنية، وإنجاز التحديث والتطوير والإصلاحات على كافة الصعد ، مشيداً بنتائج امتحانات شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية، حيث بلغ عدد المتقدمين لامتحانات شهادة التعليم الأساسي / 244184 / تلميذاً وتلميذةً نجح منهم / 190981 / تلميذاً وتلميذةً وكانت نسبة النجاح / 78.21 %/، في حين بلغ عدد المتقدمين لشهادة الإعدادية الشرعية /1583/ تلميذاً وتلميذةً نجح منهم /1303/ تلميذاً وتلميذةً وكانت نسبة النجاح /82.31%/، وتتابع الوزارة إنجاز العملية الامتحانية لشهادة الدراسة الثانوية بفروعها المختلفة وفق التعليمات والأسس والمعايير المحددة وصولاً إلى أفضل النتائج وبالسرعة المطلوبة. كما دعا وزير التربية السوري هزوان الوز المواطنين السوريين الى العودة الى بلادهم وعودة اطفالهم الى المدارس في سوريا لمتابعة تحصيلم العلمي ، مشيرا الى ان لا كرامة لاي اي انسان الا في وطنه. وفي حديث لـ موقع "النشرة"، أوضح السيد الوزير أنّ الشهادات التي يحصل عليها الطلاب السوريون من الدول العربية المجاورة لسوريا مثل لبنان معترف بها في سوريا إذا صادقت عليها وزارة التربية في الدولة المعنية. وحول قراره إضافة اللغة الروسية كلغة اختيارية تدرس في المدارس السورية، أشار إلى أنّ قراره ليس سياسيا بل ينطلق من عدة اعتبارات أولها البعد التربوي، مذكّرًا بأنّ اللغة الروسية كانت مطبّقة في الستينات وسبعينات القرن الماضي في مناهج الجمهورية السورية. وحول أولوية وزارة التربية، قال أنّ من الأهمية بمكان إقلاع العام الدراسي في مواجهة المسلحين الذين حاولوا بكافة الطرق والوسائل وقف الدراسة وضرب المنشات التعليمية والمدارس. وتحدث عن الاجراءات التي اتخذتها الوزارة لاستيعاب الطلاب في المناطق الامنة وقال ان الوزارة لجأت الى الدوام النصفي بالاضافة الى زيادة القاعات الصفية وتجهيز صفوف جديدة واضطرار المدارس لوضع ستين تلميذا في صف واحد بعد خروج خمسة الاف مدرسة من الخدمة ونزوح الاهالي من المناطق الساخنة الى المناطق الامنة. وأشار إلى فتح دورات للدعم النفسي بسبب الحرب وآثارها على الاطفال بالاضافة الى دورات * الدفاع المدني * التدريب على أخلاء المدارس في حال تعرضها للقصف  او لتفجير ارهابي. وحول المدارس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، أوضح أن الوزارة اوصلت الكتب المدرسية للطلاب وفتحت الصفوف وتتواصل مع الكادر التعليمي لمتابعة تدريس الاطفال في هذه المدارس رغم ان بعض المجموعات فرضت على هذه المدارس الغاء مناهج وزارة التربية وادخلت على المنهاج كتبا دينية متعلقة بافكار تلك المجموعات و التي  وصفها بالافكار الظلامية.

Zuletzt aktualisiert am Sonntag, den 23. Februar 2014 um 18:10 Uhr