حق يراد به باطل Drucken
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Samstag, den 04. August 2012 um 15:59 Uhr

بقلم الدكتور ناظم جرجس

الثورة السورية أو الحراك الشعبي الذي إنطلق منذ منتصف آذار من عام 2011 إنه حق من الحقوق الأساسية للمواطنين الذين أرادوا من خلال ذلك أن يثوروا على الفساد وسوء الإدارة والمعاملة من قبل بعض المسؤولين الذين إستغلوا سلطاتهم الممنوحة لهم لتحقيق مكاسب على حساب الشعب وعامة المواطنين، منادين بالإصلاح وتحقيق الحريات الفردية والتعددية الحزبية والإعلام والعدالة والمساواة مع تحقيق تكافؤ الفرص وسيادة القانون.

لكن ذلك سرعان ما أُستُغِلتْ هذه الثورة المحقة من قبل أعداء سوريا والمتربصين بها، وأرادوا ماهو باطل فبدلاً من يقفوا مع الثورة لتحقيق أهدافها عمدوا إلى ضرب الدولة والشعب من خلال تقديم الدعم المالي والإعلامي والسلاح الذي تبين وبعد مضي أكثر من سنة على الأحداث، أن مايهدفون إليه هؤلاء المسلحين لايمت إلى الأهداف الحقيقية للثورة وإنما ضرب البنية التحتية للدولة ، تدمير الروح المعنوية للمواطنين ولعناصر قوى حفظ النظام والجيش ، تهريب الأموال من السوق المحلية ، وقف عجلة التقدم التي شهدتها سورية في الآونة الأخيرة ، كتم وإسكات لغة العقل والحوار وتغليب لغة السلاح ، الحصول على السلطة والمال من قبل هؤلاء المجموعات المسلحة بأي ثمن، ضرب الإعلام والكلمة الحرة، تفتيت روح التعايش السلمي وزرع روح الفوضى وضياع الشعور بالأمن والأمان بين أطياف المجتمع، تحميل كل مايحدث في سورية إلى وحدات حفظ النظام وقوى الأمن الداخلي وحماة الديار، تضليل الرأي العام الدولي عن المجازر الوحشية التي أرتُكبتْ بحق المواطنين الأبرياء وبحق البشر والحجر من قبل هؤلاء المجموعات التي تقاد وتُدعمْ من قبلْ الحكومة التركية من خلال تسهيل عبورها عبر الحدود وكذلك الدعم من قبل منظمات إرهابية متواجدة على الحدود اللبنانية والأردنية والعراقية مدعومة أمنياً وسياسياً من الدول الإستعمارية ومساعدة بعض الدول العربية الرتبطة بها ، الدعوة بإسم حماية حقوق الإنسان وحماية المدنيين إلى التدخل الخارجي في الوضع الداخلي السوري إما تحت الفصل السابع للأمم المتحدة كما حصل في يوغسلافية السابقة أو خارج الشرعية الدولية كما حدث مع العراق وغيرها من الأهداف المرفوضة جملة وتفصيلاً.

وها نحن الآن كنخبة وطنية مثقفة نقف عاجزين أمام وقف حمام الدم وأمام وقف العنف ، ولانستطيع منع الدمار المُخططْ أو إجبار هذه المجموعات المسلحة على وقف إطلاق النار أو دفعها إلى الجلوس على طاولة الحوار والبدء في الحل السلمي للأزمة والعمل فوراً بالبناء والإصلاح وبإستخدام الدواء الناجع ودون إقصاءٍ لأحد وتضميد الجراح التي مازالت تنزف دون أي بصيص أمل بحل سلمي يرضي كافة الأطراف.

Zuletzt aktualisiert am Mittwoch, den 05. September 2012 um 15:37 Uhr