فشل الاعلام السوري بالتعاطي مع الازمة Drucken
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Montag, den 21. Mai 2012 um 09:51 Uhr

بقلم د. شكري طه باشا

ليس عيبا بان يقيّم المرء عمله من حين الى آخر , لان هذا بحد ذاته سيعطيه فرصة لتلافي اي خطأ قد حصل , و يعطيه الفرصة لكي يطور نفسه و اساليبه بما تتطلّبه الظروف الراهنة و المعطيات الجديدة . هذا التصور ينطبق على المؤسسات و الادارات ايضا و لكن هذا التقييم يجب ان يكون من اناس مختصين , قادرين على اعطاء حلول و تصورات مستقبلية بشفافية و حرفية عالية دون الزج بالعامل الشخصي او العقائدي و ان تلقى هذه الخطوات ترحيبا من قبل العاملين او القيّمين على هذه الادارات و المؤسسات ايمانا منهم بان هذا كله يصب في المصلحة العامة

الصحفي الالماني المعروف و المستشار الاعلامي للحكومة الالمانية الاسبق *كريستوف هورستل* زار سورية هذا العام و كتب مباشرة من دمشق , كاشفا الزيف الاعلامي و حجم الهجمة على سورية , لم ينف وجود ازمة و حراك و لكن الاعلام الغربي و بعض الاعلام العربي المسيّس عمل بشكل لا أخلاقي و لا موضوعي و غير مهني . السيد هورستل عبّر و بشكل واضح عن امتعاضه من موقف بلاده تجاه الازمة السورية , لا بل كشف عن دور استخباراتي اوربي و الماني ضالع في الأزمة السورية و تحدث عن وجود عناصر استخبارات من دول متعددة على الساحة السورية , كما انتقد المواقف السلبية بدلا من المساعدة على حل الازمة بالطرق السياسية و حمّل الاعلام السوري جزءا من المسؤولية على عدم قدرته على اعطاء الصورية الحقيقية للاحداث , موضحا بان الاعلام السوري كان لديه فرصة لاثبات ذاته في هذه المرحلة و لكن معوقات عدة كانت تواجهه من الداخل و الخارج و تحدث عن هذه النقاط و اليكم اهمها

أولا: عدم وجود اعلام مستقل لعقود من الزمن ما أدى الى نقص الخبرات و الحرفية للعمل الاعلامي , الامر الذي جعله غير قادر على اخذ دوره بشكل فاعل مع بداية الاحداث في سورية

ثانيا: ان الدول التي تقف الى جانب سورية و خاصة ايران و الصين و روسية لا تملك ارضية قوية و مختصة في مجال الاعلام و هذه الدول لديها مشاكلها الخاصة مع الغرب و هذا يعني ان الاعلام السوري لن يستطيع الاستفادة من الدول الحليفة لكي تكون بمثابة جسر للعبور له للغرب طالما انها هي نفسها غير قادرة على ذلك

ثالثا : الاعلام السوري و آفاق خبراته للتعاطي مع الغرب , فبالرغم من المحاولات الحثيثة في الماضي القريب لتحسين الصورة النمطية عن سورية الا انها بائت بالفشل و يعزو ذلك لوزارتي الاعلام و الخارجية اللتين استخدمتا و على الدوام اسلوب ردة الفعل و ان اي طرح من قبل اختصاصي لتغيير هذا الاسلوب سيواجه بالرفض لانه سيهدد مناصب بعض الرسميين و هذا لن يقبلوا به و خاصة في طل هذه الطروف

رابعا : عدم وضوح الرؤية لدى وزارة الاعلام و المسؤولين عن ملف الاعلام بشكل عام و يوضح سبب هذا الموقف بتجربة شخصية له عبر طرحه لورقة عمل * تتضمن برنامج الالتحاق بالركب الاعلامي الغربي * و ذلك في أيار العام المنصرم بعد اجتماعه مع السفير السوري و سكرتير جمعية الصداقة السورية الالمانية و حملها السفير السوري الى دمشق و جاء الرد بالرفض و هذا دليل على ان وزير الاعلام السوري ليس لديه الخبرة بالغرب و لم يسلّم بان الصراع و الحرب الاعلامية على سورية هي سيناريوهات غربية و حملة الانتقادات لوزير الاعلام التي بدأت في شهر نيسان من هذا العام كانت متأخرة جدا و زادت من طول عمر الازمة

بالرغم من خيبة امله من الرفض للطرح الذي قدمه على صعيد الاعلام الا انه يدعو جميع من يستطيع الدعم لان المسألة لا تخص اشخاصا و جنسيات , بل عمل اعلامي محترف بمعايير كبيرة قبل ان يفوت الاوان . من جانبنا نشكر كل اصدقاء سورية الاوفياء و خاصة الاعلاميين الذي نقلوا الصورة الحقيقية عما يجري في سورية رغم كل الضغوطات التي يتعرضون لها

 

 

 

 

Zuletzt aktualisiert am Montag, den 21. Mai 2012 um 18:36 Uhr