ماذا الذي تخفيه المبادرة في طياتها؟ PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Mittwoch, den 11. September 2013 um 10:26 Uhr

دفعت "دبلوماسية الكيماوي" خلال اليومين الماضيين خطط الضربة الاميركية لسورية الى خانة المجهول، لكن واشنطن التي قالت إنها منفتحة على المبادرة الروسية لإخضاع سلاح دمشق الكيماوي لرقابة دولية، أكدت أنها ستواصل الحشد لعمل عسكري.
ويواصل الكونغرس الأميركي مناقشة قرار الرئيس باراك أوباما توجيه ضربة إلى سورية، وسط رفض شعبي ونيابي متزايد لهذا التوجه، الذي كان مفترضا أن يركز عليه خطاب الرئيس الأميركي في وقت متأخر من الليلة الماضية، بعد سلسلة من المقابلات الصحفية في سياق حملة لإقناع الرأي العام بجدوى ضرب سورية بعد مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق الشهر الماضي.
وبينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان مبادرة اخضاع الكيماوي السوري للرقابة الدولية "ليست روسية بالكامل" وان موسكو تشاورت مع واشنطن بشأنها، ذكر متحدث باسم البيت الأبيض، أن واشنطن ستجري مشاورات مع حلفائها حول جدية سورية في تطبيق اقتراح وضع أسلحتها الكيماوية تحت الإشراف الدولي، إلا أنها ستواصل حملتها لحشد الدعم لعمل عسكري محتمل ضد النظام السوري.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني لشبكة "ام اس ان بي سي": "أجرينا وسنجري محادثات مكثفة مع أصدقائنا وحلفائنا الدوليين حول هذه العملية، وحول التقدم إلى الأمام وحول اختبار جدية السوريين، في ما يتعلق بإمكانية تخليهم عن مخزونهم من الأسلحة الكيماوية".
وأضاف أنه "رغم أن سورية تقول الآن إنها مستعدة للتخلي عن أسلحتها الكيماوية، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيواصل حشد الدعم لإمكانية القيام بعمل عسكري ".
وقال مسؤول أميركي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتفق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على بحث الاقتراح الروسي بشأن الأسلحة الكيماوية السورية في الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري امام لجنة في مجلس النواب الاميركي امس ان سورية تملك نحو الف طن من العناصر الكيماوية المتعددة ومن بينها غاز السارين وغاز الخردل.
ومن المقرر أن تكون روسيا أرسلت في وقت متأخر أمس إلى الولايات المتحدة تفاصيل اقتراحها بشأن الاسلحة الكيماوية السورية.
وبدأت فرنسا التشاور مع شركائها في مجلس الأمن الدولي، بشأن مشروع قرار فرنسي حول الأسلحة الكيماوية في سورية، كما أعلن دبلوماسيون.
وأوضح هؤلاء الدبلوماسيون أن "هذه المحادثات غير الرسمية شملت، امس، في المرحلة الأولى دبلوماسيين من فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، وقد تدوم أياماً عدة".
وبحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فان مشروع القرار الفرنسي يهدف الى وضع الترسانة الكيماوية السورية "تحت اشراف دولي" تمهيدا لازالتها. ووضع مشروع القرار تحت "الفصل السابع" اي يتيح استخدام القوة لاجبار دمشق على الانصياع لموجبات القرار في حال تخلفت عن ذلك.
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس أن روسيا ترى ان مشروع القرار الفرنسي في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيماوية السورية مشروع "لا يمكن قبوله".
وقالت الخارجية الروسية في بيان ان "لافروف شدد على ان اقتراح فرنسا الموافقة على قرار يصدره مجلس الامن الدولي (...) مع تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية (هو اقتراح) لا يمكن قبوله".
ويحدد مشروع القرار الفرنسي "جدولا زمنيا لمختلف مراحل" تفكيك الترسانة الكيماوية السورية، بحسب ما افاد دبلوماسي غربي من دون ان يعطي تفاصيل حول هذا الجدول الزمني.
وكان الوزير لافروف، اعلن أن مبادرة وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت مراقبة دولية ليست روسية بالكامل، بل جاءت بعد مشاورات مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن موسكو تعمل مع سورية على إعداد خطة لتنفيذها.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن لافروف قوله، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الليبي محمد عبد العزيز في موسكو، امس، إن "مبادرة وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الرقابة ليست روسية بالكامل" بل مبنية على اتصالات مع واشنطن.
وأضاف أن موسكو تعمل مع سورية على اعداد خطة لتنفيذ المبادرة الروسية، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وصف هذه المبادرة بـ "الاختراق المحتمل".
ورأى لافروف ضرورة عودة الخبراء الأمميين إلى سورية لاستكمال مهمتهم ورفع تقريرهم إلى مجلس الأمن.
من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف ان موسكو أوجدت مخرجاً للرئيس الأميركي "الذي يتخبط في مأزق الحل العسكري للأزمة السورية"، معتبراً ان قبول دمشق للاقتراح الروسي لوضع الأسلحة الكيماوية في سورية تحت مراقبة دولية لا يعني انها تؤكد امتلاكها لهذه الأسلحة.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) عن بوشكوف، قوله إن الاقتراح الروسي يمكّن أوباما من تفادي شن حرب من شأنها أن تضرب سمعته كصانع سلام وحائز على جائزة نوبل للسلام.
وقال إن وضع الأسلحة تحت مراقبة المجتمع الدولي يستوجب وجود مراقبي الأمم المتحدة في أماكن وجود هذه الأسلحة، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يشن هجوماً عسكرياً على هذه الأماكن.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان على الولايات المتحدة ان تتخلى عن توجيه ضربة عسكرية الى سورية بهدف تفعيل المبادرة الروسية بوضع الترسانة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية.
وقال بوتين كما نقل عنه التلفزيون الروسي "كل ذلك لن يكون له معنى ولن يكون بالامكان تنفيذه الا اذا تخلى الجانب الاميركي وجميع من يدعمونه عن اللجوء الى القوة" ضد النظام السوري.
واضاف "من الصعب إجبار سورية او بلد آخر على ان ينزع سلاحه في شكل احادي الجانب اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد".
يأتي ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سورية مستعدة للكشف عن اسلحتها الكيماوية امام المجتمع الدولي ووقف انتاجها.
وأوضح المعلم في تصريح لوكالة انترفاكس الروسية "نحن جاهزون لكشف مواقع اسلحتنا الكيماوية ووقف انتاجها وعرض هذه المنشآت أمام ممثلين عن روسيا وبلدان اخرى والأمم المتحدة"، مضيفا "ان الهدف من تمسكنا بالمبادرة الروسية هو التخلي عن كل الأسلحة الكيماوية".
وقال ان بلاده مستعدة "للانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية".-(وكالات)

Zuletzt aktualisiert am Mittwoch, den 11. September 2013 um 10:41 Uhr