الصحافة الالمانية و الازمة السورية PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Samstag, den 25. Mai 2013 um 11:43 Uhr

يبدو ان مقاييس حرية الاعلام الغربي * الذي يتغنون به * قد تبدلت مع تبدل المصالح و المشاهد و الاهواء و السياسات , و بما انني اعيش و اعمل بالمانيا و بهذا المجال بالتحديد و عملنا جاهدين لفتح قنوات بين الاعلام الغربي و الاعلام العربي لايجاد صيغة مشتركة نتحدث من خلالها و بلغة مشتركة عن قضايا تهم الطرفين لان الجميع وصل الى قناعة انه لا يستطيع الغاء الطرف الاخر و خاصة في زمن تحوّل عبر وسائله الحديثة الى* قرية صغيرة  * كما احبّوا ان يطلقوا عليها , و علينا ان لا ننسى العامل الاخر و الاهم و هو العامل البشري و وجود الملايين من العرب هنا و وجود الملايين من الغربيين في بلادنا . اما العمل الثالث فهو المصالح المشتركة المتعددة التي تربط كل طرف بالاخر

حرص الاعلام الالماني في بداية ما يسمى  *الربيع العربي * ان يكون حياديا كما هي السياسة العامة التي انتهجتها الدولة الالمانية و كان ذلك واضحا و جليا باتعاطي مع الازمة في مصر و استعدادها لاستضافة 

الرئيس المصري السابق بحجة استكمال علاجه في المانيا و لا ننسى موقفها من ضرب ليبيا تحت مسميات مختلفةو لكن السؤال الاهم , هل تستطيع المانيا ان تبقى حيادية او ان ترفض اي اقتراح غربي او امريكي ؟ لن اخوض في الاجابة على هذا السؤال الذي حيّر الكثير من السياسيين و المفكرين و اغلبية الشعب الالماني . يتمتع الاعلام الالماني بالواقعية و الشفافية و يكاد يكون بحق السلطة الرابعة في المجتمع ز هم يعرفون ذلك و يتباهون به و يثنون على الاعلاميين الشجعان و خاصة الذين يتواجدون في مناطق الكوارث و الحروب و النزاعات و ما ان يعودوا لاجازة قصيرة يقضونها مع عائلاتهم , حتى تتصارع عليهم القنوات التلفزيونية و الاذاعية و الصحافة لكي يتحدث عن تجربته هناك و يحلل الموقف طالما راقبه عن كثب

و ما ان بدأت الاحداث في سورية , و كأن الاعلام الالماني اصابته عين و انقلب رأسا على عقب و اصبح كل مراسل الماني متواجد في سورية عميل للمخابرات السورية و ان الامن يكتب له المقال او التقرير الميداني اليومي , لا بل وصل الامر لبعض القنوات الفضائية لقطع البث عن احدى مرسلاتها * انتونيا رادوس * فقط لانها اعلنت انها تستطيع ان تبث من دمشق عبر الاثير من دون ان يعترضها احد بعدما تم التأكد من التصريح الذي تحمله , فما كان من القناة الا ان قطعت البث استنكارا على قول الحقيقة التي هم يسعون لكشفها و حين لم تعجبهم القوا بها لانهم شعروا بان السحر انقلب على الساحر . نعم هناك اعلامين احرار لا يسومون على مواقفهم وضمائرهم و لا يلهثون وراء الشهرة او الطهور على الساسات من اجل حفنة من المال , اليهم اتقدم بالتحية . و اعبر عن حزني  الشديد على بعض الاعلاميين او الذين يدّعون بانهم اعلاميين الذين انساقوا خلف اسياد يكرهون الاعلام اصلا و يكرهون الحقيقة اكثر

صحيفة التاغزشبيغل و بقلم محررها السيد ماتياس مايزنر يشن حملة على الصحفية *كارن لويكيفيلد * و هي ذات الصحفية التي نشرنا لها مقالات و تقارير يومية من سوريا و المتواجدة منذ اكثر من عامين هناك , تكتب و بكل شفافية و بعين المراقب الناقد الفذ و بكل شجاعة رغم كل ما تعرضت و تتعرض له من حملات ضجها , فتارة ينعتونها ببوق النزام السوري و تارة بالعمياء التي لا ترى الالاف التي تقتل و تسحل و تعذب و منهم من يتحدث عن انتقادها الخجول للقيادة السورية و عدم نعت رئيس البلاد بالدكتاتور و ما الى ذلك من مهاترات تحمل الطثير من التناقضات في الطرح اصلا . فيا ايها الزميلات و الزملاء تمهلوا قبل ان تقصوا اي زميل بسبب ارائه و صدقه فنحن اقسمنا اليمين ان نكتب الحقيقة وان نراعي حقوق الحريات , فما بالكم تسلبونهم حريتهم التي نحن جميعا نناضل من اجلهاو ندافع عنها

 

Zuletzt aktualisiert am Donnerstag, den 06. Juni 2013 um 12:07 Uhr