المؤتمر الاسلامي في المانيا الاتحادية PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Montag, den 23. April 2012 um 12:20 Uhr

انعقد المؤتمر الاسلامي بعد عاصفة من التصريحات التي اثارة حفيظة الكثيرين هنا في المانيا بين مؤيد و معارض , الا انه انعقد بعد حالة من الامتعاض على الخطوة التي قامت بها ما تسمى الحركة السلفية بتوزيعها لنسخ مجانية من القرآن الكريم الامر الذي اثار حفيظة الكثير من السياسيين و و فئات اخرى و اعتبرت هذا التصرف غير مفهوم و غير مبرر ايضا , ما ادى الى موجة احتجاج و انتقاد لها . الا ان السلفيين في المانيا نظروا الى الامر بمنظار الحرية للمعتقد و الدين و ان القانون اعطاهم هذا الحق

رئيس الائتلاف المسيحي في البرلمان الالماني*كاودر* ناقض ما صرح به الرئيس الالماني الاتحادي الاسبق السيد كريستيان فولف الذي صرح بان الاسلام ينتمي لالمانيا و جزء منها , الا ان السيد وزير الداخلية الالماني *فريدريش * و اثناء انعقاد المؤتمر الاسلامي منذ ايام صرح بان الاسلام جزء من الدولة الالمانية , لكنه انتقد بشدة السلفيين و تصرفاتهم المريبة و استدرك قائلا بان ليس كل سلفي يعني بالضرورة انه ارهابي و لكن يحمل في طياته الكثير من الافكار الغريبة و الغير مقبولة في مجتمعنا الحر

و لكن و بعيدا عن الشد و الجذب و التصريحات و الرد عليها , الا يحق للدولة الالمانية ان تخشى على مجتمعها من كل الجماعات المتطرفة سياسية كانت ام دينية ؟ الم تحظر الدولة الالمانية عددا من التيارات و الاحزاب الالمانية بسبب التطرف الفكري لها؟ الا يحق لكل دولة و خاصة العلمانية منها بان تفرض الاسس و النظم التي تراها مناسبة للحفاظ على الحريات المتعددة و الديمقراطية على اراضيها ؟ ثم ان هناك دول مسلمة لكنها لن تقبل بهكذا جماعات على اراضيها فكيف لنا ان ننتقد دولا غير مسلمة ,علمانية كانت ام مسيحية , بعدم السماح لهذه المجموعات بان تتشكل و تكبر و تشكل خطرا و خاصة ان التجارب مع هكذا مجموعات متطرفة فكريا و دينيا ليست ببعيدة عن ذاكرة المواطن العادي . بغض النظر عن حظر تلك الجماعات و فكرها الا ان المانيا تسعى جاهدة لخرط الجاليات المهاجرة بالمجتمع الالماني عبر برامج ضخمة ومكلفة ليستطيع القادم الى المانيا ان يتعايش مع الواقع الجديد وهنا التعايش لا يعني بالضرورة الانصهار  لطمس المقومات الاساسية لتلك الاقليات , بل يحق لها ممارسة شعائرها الدينية و تشكيل مراكز ثقافية و اجتماعية خاصة بها و الاعتراف باعيادها الدينية عبر السماح للطلاب بالعطلة بايام الاعياد كخطوة اولية من الدولة للاعتراف و التسليم بوجود الاديان الاخرى و احترامها و حماية دور عبادتها , شريطة ان لا يكون لها تاثير سلبي على الجياة العامة لاي مواطن في الدولة

لا بد ان هناك اسبابا للمخاوف و الهواجس من الجماعات الاسلامية المتشددة و يبدو ان تجربة المانيا مع السلفيين في مناطق عدة وآخرها في مدينة منشنغلادباخ , حيث كان للمجموعة السلفية مركزا هناك و ارادوا له ان يكون الرئيسي لها في المانيا و لكن احتجاجات اهل المنطقة على السلوك العام لهم و الافكار التكفيرية لكل من ليس من الجماعة , بل ارادوا انشاء مدرسة خاصة باولادهم لكي لا يختلطوا بالكفرة , و هم يعيشون في المانيا و الكثير منهم يحصل على اعانات من الدولة الالمانية . هذا الشعور يبرر الى حد ما المخاوف التي يحملها المواطن العادي و خاصة انه يجهل الدين الاخر و ما يسمعه ليس الا تسريبات متعمدة من طرف ثالث قد يكون صادقا و قد يكون قاصدقا هكذا كحملة مضادة على هذه الجماعات و تشويه صورتها

ما تخشاه الدولة الالمانية ان تشرب من ذات الكأس التي شربت منها بعض الدول و خاصة ان المانيا و على ما يبدو انها احتضنت هذه الجماعات و سهلت امرها و كبرت و صارت تيارا قد يصعب التخلص منه بسهولة , لان هذه الجماعات و على ما اعتقد انها لم تنشأ وتكبر و تتمدد بين يوم و ليلة و السؤال , هل كانت اجهزة الاستخبارات الالمانية غافية عنها , ام انها كانت تراقبها عن كثب بل و تدعمها بشكل مباشر او غير مباشر ؟ و ما ان غفلت عنها لبرهة خرجت الى العلن معلنة تحررها , و ناشرة افكارها . كل هذه ليست الا توقعات مبنية على اشارات محددة و  الزمن كفيل بان يثبتها او ينفي عنها تلك التهم التي وضعت نفسها في دائرتها

 

 

Zuletzt aktualisiert am Dienstag, den 24. April 2012 um 13:47 Uhr