الاديب الالماني غونتر غراس و اسرائيل PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Montag, den 09. April 2012 um 12:41 Uhr

عندما فكّر (السيد غونتر غراس الاديب الالماني الشهير و حامل جائزة نوبل للادب) بصوت عالي و عبّر عما تفكر به الملايين من الشعوب حول العالم و خطّ قصيدته التي يبدو انها اصبحت و بسرعة البرق اشهر ما كتب في حياته , بعنوان " ماذا يجب ان يقال " و تطرّق من خلالها الى ما يجري على الساحة الدولية و لانه يؤمن بان الادب مرآة تعكس حال المجتمع بكل حالاته , فكان لاسرائيل نصيبا من هذه القصيدة حيث انتقد من خلالها السياسة الخارجية الاسرائيلية و تعنتها و عنجهيتها بتعاطيها مع ايران باسلوب التهديد الذي لا يقبل , كما انه حذّر من اي ضربة اسرائيلية للشعب الايراني . صرخة الاديب و الشاعر الالماني غونتر غراس " لماذا علي ان اصمت " حرّكت مشاعر الملايين حول العالم و على الرغم من الانتقاد الرسمي من وزير  الخارجية الالماني و بعض رؤساء الاحزاب و قليل من الادباء , الا ان ردة فعل الحكومة الاسرائيلية العنيفة فاقت كل التوقعات و صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الاسرائيلية عن قرار منع دخول السيد غراس الى الاراضي الاسرائيلية , و طبعا التهمة كانت ابدا جاهزة لكل من يتجرأ و ينتقد الكيان الصهيوني و هي تهمة " معاداة السامية " . لكن يبدو ان الاديب و الشاعر غراس كان يعلم مسبقا بما سيحصل و لذلك استبق القرار الاسرائيلي بتصريح مفاده "لن اتراجع ابدا عما كتبته "و لانه يعلم جيدا بان هكذا دولة تدعي الديمقراطية و لن تقبل من ينتقدها و سوف تثور على من يحاول ذلك و ان لم يتعرض لها بشكل واضح و جليّ

هذا القرار الاسرائيلي بحق غونتر غراس جعل الكثيرين من الادباء و المفكرين و القرّاء و حركات سلام عدة تقف الى جانبه و تدعمه و سيّرت مسيرات لتأييده , لانهم و على ما يبدو سمعوا جيدا الصرخة التي اطلقها حين كتب متسائلا " لماذا علّي أن أصمت " , و هي الان لا تريد ان تصمت ايضا

من الواضح جدا ان حملة الانتقادات هذه لن تنتهي بسرعة طالما ان اسرائيل طرفا فيها و لا ننسى مصير كل من وقف في وجه اسرائيل من كتاب و سياسيين و لو بكلمة واحدة و لننتطر ما تخبأه الايام للاديب و الشاعر و حامل جائزة نوبل السيد غونتر غراس , و انا بدوري اقول بان هذا الرجل اشجع من الكثيرين من الادباء العرب الذين ليس فقط لم يتجرؤا على انتقاد اسرائيل بل راحوا يروّجون لها في كتبهم و مقالاتهم و تصريحاتهم , هؤلاء الذين اطلقوا على انفسهم ادباء السلام و التطبيع مع الدولة التي تثبت كل يوم بانها ليست دولة يهودية بل صهيونية

Zuletzt aktualisiert am Montag, den 09. April 2012 um 15:26 Uhr