لا يمكن للشمس ان تختبأ خلف الغربال PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Dienstag, den 03. April 2012 um 10:34 Uhr

الحقيقة كالشمس لا بد ان تظهر و ان تلبدت السماء بالغيوم , و لان الحقيقة كالشمس فلا بد ان تظهر يوما معرّية كل الاكاذيب ,تنشر الحق و ترسخه و تدحض بالحجج كل الاوهام . عام على الاحداث في سورية ,شغلت الاف الصحفيين و الاعلاميين و الكل كتب حسب مصالح محطته او المحطة التي يعمل لديها و بتوجيهات من صناع القرار , فوقع الاعلام الغربي تحديدا في ورطة و وجد نفسه اداة بايدي صناع القرار و حبيس المصالح الانية . فانتفض بعض من هؤلاء الاعلاميين الاحرار و وثّقوا الحقائق كما هي و رصدوا الاحداث في سورية و حللوا المشهد بموضوعية بحتة وارسلوا بتقاريرهم الى رؤوساء تحريرهم او الى محطاتهم و انتظروا طويلا لنشر ما كتبوه و خاب املهم بالشعارات الرناّنة الطنانة عن حرية الاعلام و عن السلطة الرابعة و عن الحقيقة و المصداقية , مما ادى بالكثير منهم للابتعاد عن الساحة السورية او لتقديم استقالته تعبيرا عن امتعاضه من تشويه وتزوير لحقيقة ما يجري في سورية . و لكن في المقابل كان هناك من لديهم بعد نظر و شجاعة فوصّفوا الحالة و رصدوها كما هي رغم كل الضغوط التي مورست عليهم و هم غربيون من المان كالصحفيين ( كارين لويكيفلد و توتنهوفر و السيد هورستل ) و فرنسيين (تيري ميسان ) و امريكيين و انكليز امثال  ( ويبستر تاربلي ) و الكثر الذين كتبوا بموضوعية و شفافية و لم ينكروا ان هناك ازمة في سورية و صراع و احداث دامية و لكنهم تحدثوا ايضا و منذ البداية عن مجموعات مسلحة و مقاتلين اجانب و تهريب سلاح و تورط قوى عربية و اقليمية , بل دولية ايضا بالازمة السورية

و ها هي خيوط من شمس الحقيقة تتسلل الى الديرشبيغل الالمانية التي عرف الجميع موقفها من الازمة السورية و عدائها للقيادة في سورية و التي تبنت تقارير و صور كاذبة , لكنها و مع بداية نهاية الازمة السورية ما كان عليها سوى ان تصحح المسار و تحاول ان تستعيد شيئا من مصداقيتها التي اهتزت بسبب  الحملة الشرسة التي شاركت بها على سورية و لم تحاول و لو مرة ان تكتب بموضوعية بل تحولت احيانا لتابع لقناة الجزيرة و هي * الدير شبيغل * التي تعد صرحا اعلاميا ليس فقط في المانيا و لكن في العالم , مما ادى الى اهتزاز هذا العرش الاعلامي الكبير و لكن نطقت و اخيرا بالحقيقة التي انتظرها القراء بشغف لمعرفة حقيقة ما يجري على الساحة السورية و لتنقل لهم الصورة كاملة . الديرشبيغل و بخجل و حرص شديدين كتبت عن المجموعات التكفيرية و عن المذابح التي قام بها من دعتهم ثوارا و اجرت معهم مقابلات و منهم من يدعى حسين الذي ذبح و قتل عددا من الجنود و المدنيين المخطوفين و يتواجد الان في لبنان للعلاج بعد ان اصيب و تم نقله الى الاراضي اللبنانية و هذا دليل على تورط عناصر من الجانب اللبناني , لكنها كشفت اكثر من ذلك بمقابلو للمدعو ابر رامي و هو لبناني الجنسية و مستعد للتضحية بدمه من اجل سورية و ذكر ابو رامي ان هناك عدد من المقاتلين اللبنانيين الذين يقاتلون ضد الجيش السوري و اطلقت عليهم اسم الجهاديين

الديرشبيغل و على غير العادة تحدثت بامتعاض عن المعارضة السورية التي تستخدم الاطفال في الصراع ضد النظام و نشرت تقرير اللمم المتحدة حول استغلال الاطفال كمقاتلين الى صفوف المسلحين و انتقدت المعارضة السورية في الخارج و كشفت عن الاموال التي تتلقاها و عن الصيحات التي يطلقها البعض لتسليح الجيش السوري الحر و ذكرت ان هذا سيؤدي اللى تاجيج الحرب الاهلية في سورية . كما تحدثت عن مؤتمر اصدقاء سورية وعن المئة مليون دولار التي تعهدت بها دول الخليج لدعم الجيش السوري الحر و عن دور هذا السلاح في خراب سورية و الذي سيؤدي الى نتائج كارثية

القيادة السورية و التي قبلت بخطة عنان للخروج من الازمة و خطوات الاصلاح التي تقوم بها دليل على حسن نية  و لكن بالمقابل تقوم بعض الدول  بتقديم الملايين لتسليح المعارضة ( و كأنها مازالت سلمية ) و تحاول التصعيد لافشال مساعي المبعوث الاممي كوفي عنان و هذا تعبير على التخبط الذي يعصف بتلك الدول التي تدعم الخطة تارة و تعمل لنسفها تارة اخرى , و لكن اصبح من الواضح تماما ان التغيير في سورية كان مخطط خارجي و ليس مطلبا جماهيريا و الا لما استعانت بالمقاتلين الماجورين من كل اصقاع الارض و كان سورية ليس لديها رجال ,بالطبع لا فسورية ام الرجال لكنهم رجال عاهدوا الله و الوطن على التضحية بأغلى ما يملكون لحماية ترابه و لصون وحدته و لرد العدوان عنه

 

Zuletzt aktualisiert am Donnerstag, den 05. April 2012 um 10:51 Uhr