خيبة أمل شباب ثورة مصر PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Montag, den 05. Dezember 2011 um 11:21 Uhr

ها هو الربيع العربي بدأت تنكشف لوحاته التي لا يمكن ان تدل على ربيع و لا شتاء

ان الشباب في الدول التي حدثت فيها تغيرات اثبتت بان شبابها قد استغلوا و بشكل مهين , فهم على حد زعمهم الذين خططوا و دعوا و اعتصموا بل و احدثوا التغيير و لكن سرعان ما غيبوا عن المشهد و الساحة و قطفت ثمار جهودهم مجموعات كانت تخطط منذ اليوم الاول للانقضاض على الثورة و الثوار في حال نجاحها وخطف ذاك الانتصار و هذا ما حصل بالفعل في مصر بعد نجاح لعبة اسموها انتصار ثورة 25يناير

المشهد المصري الذي شهد جولات من الشد و الجذب و مفاوضات من فوق و تحت الطاولات , في داخل القاعات و خارجها , بل داخل البلاد و خارجها . كل هذا تكشّف اثناء الحملات الانتخابية و بعد صدور نتائجها و التي حصلت فيها التيارات الاسلامية المتشددة على نسبة مخيفة و هي 65 % و التصريحات الغربية و الامريكية التي تفي بان الولايات المتحدة ستساعد الاخوان المسلمين و ستبحث عن قنوات اتصال بينها و بين اسرائيل و هذا تشويه للثورة و تهميش لشبابها الذين نفروا في الساحات و الميادين اثناء الثورة و كان من ابرز المطالب اسقاط ذاك النظام المرتمي في احضان امريكا و اسرائيل و التي تقوم هي بدعمه بل و بحمايته ايضا . و لكن عندما ارتأت امريكا و حلفائها بان مبارك ليس لديه امكانية البقاء كان البديل جاهزا و كانت دائما على اتصال معه و هي التيارات الاسلامية و على راسها جماعة الاخوان المسلمين و كلنا نتذكر اللقاءات بين الطرفين و زيارة وزيرة الخارجية الامريكية السابقة السيدة رايس الى مصر و لقائها بهم قبل ان تلتقي المسؤولين الرسميين هناك للضغط على مبارك لتنفيذ بعض المطالب الامريكية و لتذكره بان البديل حاضر . و يستغرب البعض العلاقة بين الغرب و هذه التيارات مع انها , كما هو معلن , تخشاها بل و تحاربها و الحقيقة و للاسف الشديد مغايرة تماما لما يطلق من حملات اعلامية ليس هدفها الا التضليل و اخفاء حقيقة العلاقة الاستراتيجية و التي تقوم على المصالح المتبادلة و نحن نعلم بان هذه الجماعات و الاحزاب  عبّرت مرارا في الخارج كحزب الاخوان المسلمين بانهم مستعدين للتحالف مع اية جهة يمكن لها ان تحقق مصالحهم و قد عبرّ المرشد السابق للاخوان المسلمين في سورية على التلفزيون الاسرائيلي ذلك علنا , كان هذا على سبيل المثال لا الحصر . و خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني يوم امس الاحد في القدس يطلب فيها من الحكومة الجديدة في مصر و يقصد  من خلفها الفائزين بالانتخابات و الذين سيطروا على البرلمان و على القرار المصري , مطالبا اياهم بالالتزام و احترام الاتفاقيات مع اسرائيل

و انا بدوري أطمئنه بان مجرد فوزهم بالانتخابات هذا يعني انكم ضمنتم الالتزام بكل الالتزامات و لو انهم فشلوا بالانتخابات لكان عليكم ان تقلقوا . ان شباب ثورة 25 يناير الذين كانوا و ما زالوا ضد هذه المعاهدات الاستسلامية و هذا ما اجبر امريكا و اتباعها بالتحرك سريعا و مساندة الحليف الجديد (الاسلاميين ) الذي يضمن لهم مصالحهم و امن اسرائيل . و لكن ماذا عن الشباب المصري او شباب 25 يناير ؟ في مقابلة تلفزيونية حذر البرادعي من غضب شباب الثورة المصرية و اعتبر ما يحصل استفزازا لهم . و الدكتور برادعي حاله ليس افضل من حال الاخرين و هو مستعد لان يتحالف مع الشيطان لكي يصل الى سدة الرئاسة , اذا هو يريد تحريك الشارع المصري ليس حبا به و لكن شعوره بأن موقفه ضعيف جدا فراح يلعب على وتر شباب الثورة الذين لفظوه منذ الايام الاولى لاندلاع الثورة

 

و لكن كيف حققت هذه الجماعات هذا الفوز الكبير في الانتخابات ؟ من المعلوم بان غالبية الشعب المصري هو شعب مسلم كما ان الفقر و الامية و الجهل تشكل نسبة عالية اذا ما قورنت مع بقية الدول المجاورة , فاستطاعت هذه الاحزاب الدينية ان تدغدغ مشاعر الجماهير الروحية باسم الدين و الحق و الفضيلة و التكافل الاجتماعي الاسلامي و ما الى ذلك و من ثم دور الاعلام و خاصة العربي كالجزيرة التي لا يخلوا يوما الا و فيه ندوة لهذه الجماعات و برامج متعددة اخرى كشاهد على الثورة يستقبلون فيه المنسق العام الميداني للثورة  من جماعة الاخوان المسلمين ويتحدث عن بطولاتهم و شهدائهم و كأنه لم يكن في ميدان التحرير الا هم . فالاعلام سلاح فتاك في حالة الحرب و السلم معا و استطاع و للاسف الشديد هذا النوع الممنهج من الاعلام ان يحقق بعض الاهداف المطلوبة منه و لكن سرعان ما سيسقط حينما تنكشف الحقائق و نحن في عصر لن تختبأ فيه الحقيقة طويلا

الاسلام الامريكي و تطبيقه في المنطقة العربية و الخطر الذي يحدّق بنا جميعا . كثيرا ما سمعت هذه الجمل في الاونة الاخيرة بل و راح البعض يتسائل كيف تحارب هذه الدول التطرف الاسلامي و هي التي تدعمه لكي يصل الى سدة الحكم في الدول التي سقطت فيها انظمة كانت و الى آخر لحظة وفية لهم و راعية لمصالحهم؟

لانها عرفت بأن تلك الانظمة على وشك الرحيل لسبب او لآخر و هي بحكم انها حاضرة دائما في المنطقة و هي تعرف تماما من هي تلك الجماعات لانه بعضها من صناعتها فلا بد لها ان تستخدم نفوذها و تقوم بدعم تلك الجماعات المتمثلة باحزاب عبر صفقات كبيرة و كبيرة جدا ونحن نعلم بان الطرفين جاهزين مسبقا للتحالف مع الشيطان للوصول الى اهدافها  وهم يعلمون ذلك ايضا مما سهل توقيع تلك الصفقات و عقد تلك التحالفات التي لا بد انها ستنكشف قريبا طالما ان هناك اناس وطنيون لا غايو لهم و لا هدف سوى الوطن

 

Bild:dpa

 

 

Zuletzt aktualisiert am Dienstag, den 06. Dezember 2011 um 13:42 Uhr
 

Kommentar schreiben


Sicherheitscode
Aktualisieren